كتاب الكافية الشافية - ت العريفي وآخرون ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والعياذ بادده. ومن كبارهم ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والعفيف
التلمساني، وكلهم تجمعهم الضلالة والزندقة. وحقيقة قولهم تعطيل الصانع
بالكلية، والقول بقول الدهرية الطبيعية. وهم يقولون: إن وجود الكائنات هو
عين وجود الله تعالى، ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة. حتى وجود
الجن والشياطين والكافرين والفاسقين والكلاب والخنازير والنجاسات والكفر
والفسوق والعصيان عين وجود الرب، لا أنه منفصل عن ذاته وان كان
مخلوقا له مربوبا مصنوعا له وقائما به. انظر مجموع الفتاوى 14212، درء
تعارض العقل والنقل 11816، الاستقامة 11311، التبصير في الدين 116،
الفرق بين الفرق 273، 753.
ومن اقاويل كبيرهم محيي الدين ابن عربي: "ومن عرف ما قررناه. . علم
أن الحق المنزه هو الخلق المشبه. ." فصوص الحكم ص 78.
وقال أيضا: "واذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بادده. . رأى
سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية، وما بقيت له صورة إلا ويرى
عين الحق عينها، وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من
عند الله " الفصوص 328. وقال: ". . فإن شهد النفس كان مع التمام كاملا
فلا يرى إلا الله في عين كل ما يرى فيرى الرائي عين المرئي " الفصوص
ص 349، وزعم: أن الله تعالى كلمه فقال له: "ألا تراني أتجلى لهم في
القيامة في غير الصورة التي يعرفونها والعلامة فينكرون ربوبيتي. . فحينئذ
أخرج عليهم في الصورة التي لديهم فيقرون لي بالربوبية وعلى أنفسهم
بالعبودية، فهم لعلامتهم عابدون. . فمن قيدني بصورة دون صورة فتخيله
عبد وهو الحقيقة الممكنة في قلبه المستووة فهو يتخيل أنه يعبدني وهو
يجحدني والعارفون. . لا يظهر لهم عندهم سوائي ولا يعقلون من
الموجودات سوى أسمائي فكل شيء ظهر لهم وتجلى قالوا: أنت المسبح
الاعلى ". الفتوحات المكية 4911. ومن شعر ابن عربي:
فلا تنظر إلى الحق وتعريه عن الخلق
ولا تنظر إلى الخلق وتكسوه سوى الحق
الفصوص صه 1 1.
109

الصفحة 109