كتاب الكافية الشافية - ت العريفي وآخرون ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
273 - وتفلل تلبسه وتخلعه وذا ا و
274 - ويظل يلبسها ويخلعها وذا
إيجاد والاعدام كرا اوان
حكم المظاهر كيئ يرى بعيان
273 -
274 -
وروحها. قال شيخ الاسلام وهو يحكي أقاويل هؤلاء: "ويقولون: "إن الله
يعبد أيضا كل شيء لان الأشياء غذاؤه بالاسماء والاحكام، وهو غذاوها
بالوجود، وهو فقير إليها وهي فقيرة إليه " مجموع الفتاوى 46812.
وقال ابن عربي: " وإذا كان الحق هوية العالم فما ظهرت الاحكام كلها إلا منه
وفيه. . فليس في الامكان أبدع من هذا العالم لانه على صورة الرحمن، أوجده الله
أي ظهر وجوده تعالى بظهور العالم، كما ظهر الإنسان بوجود الصورة الطبيعية.
فنحن صورته الطاهرة، وهويته تعالى روح هذه الصورة المدبرة لها، فما كان
التدبير إلا قيه، كما لم يكن إلا منه]) الفصوص 303، 4 30.
وقال شيخ الإسلام وهو يحكي كلام ابن عربي: "جعل وجوده مشروطا
بوجود العالم وان كان له وجود ما غير العالم كما أن نور العين مشروط
بوجود الاجفان وان كان قائما بالحدقة. فعلى هذا يكون الله مفتقرا إلى
العالم محتاجا إليه كاحتياج نور العين إلى الجفنين. وقد قال تعالى: <لقد
َسمع ألله قول الدرب قا! ر إن لله فقير رنخن اغنيآء> [ال عمران: 181] فإذا
كان هذا قوله فيمن وصفه بأنه فقير إلى أموالهم ليعطيها الفقراء فكيف قوله
فيمن جعل ذاته مفتقرة إلى مخلوقاته بحيث لولا مخلوقاته لانتشرت ذاته
وتفرقت وعدمت كما ينتشر نور العين ويتفرق ويعدم إذا عدم الحفن" مجموع
الفتاوى 186/ 2 - 187.
"وتظل تلبسه. . .": يعني العوالم و 1 لمظاهر والمخلوقات.
في الاصل: "ترى"، ولم ينقط حرف المضارع في ف.
- قال الشيخ محمد خليل هراس: "يعني أن تلك المظاهر والتعينات باعتبار
ان ذلك الوجود المطلق هو قوامها الحامل لها فهي لا تزال تتوارد عليه في
عملية إيجاد واعدام مستمر كلما فنيت صورة حلعت ذلك الوجود ولبسته
أخرى، وكذلك هو يظل يلبسها ويخلعها بلا انقطاع، وهذا حكم اقتضاه
ظهور هذا الوجود فإنه لو دام على إطلاقه لما أمكن رؤيته وظهوره للعيان "
شرح النونية 61/ 1.
111