كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 2)

هَذِهِ - وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ - فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَا تَرْجِعُ؟ » (¬١).
وقال عمر - رضي الله عنه -: لو أن الدنيا من أولها إلى آخرها أوتيها رجل، ثم جاءه الموت، لكان بمنزلة من رأى في منامه ما يسره، ثم استيقظ فإذا ليس في يده شيء (¬٢).
وقال أحد السلف: نعيم الدنيا بحذافيره في جنب نعيم الآخرة، أقل من ذرة في جنب جبال الدنيا (¬٣).
قال ابن القيم رحمه الله: ومن حدق بصيرته في الدنيا والآخرة، علم أن الأمر كذلك (¬٤).
ومنها: أن الله تعالى يمنع عبده بعضًا من أمور الدنيا لينال منزلة عالية عنده يوم القيامة. روى الإمام أحمد في مسنده من حديث محمود بن لبيد - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ اللهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ، كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ» (¬٥).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------------
(¬١) صحيح مسلم برقم (٢٨٥٨).
(¬٢) مدارج السالكين (٣/ ٩٧).
(¬٣) مدارج السالكين (٣/ ٩٧).
(¬٤) مدارج السالكين (٣/ ٩٧).
(¬٥) مسند الإمام أحمد (٣٩/ ٣٧) برقم (٢٣٦٢٧)، وقال محققوه: حديث صحيح.

الصفحة 192