كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 2)

الكلمة الخامسة والأربعون: النهي عن الإِسراف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأَشهد أن لا إِله إلا الله وحده لا شريك له، وأَشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
فمن الصفات المذمومة التي نهى الشارع عنها صفة الإِسراف:
قال الراغب: هو تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإِنسان وإِن كان ذلك في الإِنفاق أشهر (¬١).
وقال سفيان بن عيينة: ما أنفقت في غير طاعة الله سرف وإِن كان ذلك قليلاً (¬٢).
قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: ٥٣].
والإِسراف يتناول المال وغيره، قال تعالى محذرًا عباده من الإِسراف: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} [الأعراف: ٣١].
قال بعض السلف: جمع الله الطب في نصف آية: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ... } (¬٣).
وقال تعالى: {وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} [الأنعام: ١٤١].
---------------
(¬١) موسوعة نضرة النعيم (٩/ ٣٨٨٤).
(¬٢) موسوعة نضرة النعيم (٩/ ٣٨٩٤ - ٣٨٩٥).
(¬٣) تفسير ابن كثير (٦/ ٢٨٨).

الصفحة 251