كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 2)

قال عطاء بن أبي رباح قال: نهوا عن الإِسراف في كل شيء (¬١).
قال ابن كثير: «أي لا تسرفوا في الأكل لما فيه من مضرة العقل والبدن» (¬٢).
روى النسائي في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ» (¬٣) (¬٤).
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: «كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ» (¬٥).
وروى الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» (¬٦).
وفرَّقَ بعض العلماء بين التبذير والإِسراف الذي جاء النهي عنه في قوله تعالى: {إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: ٢٧]. فقالوا: «إن التبذير هو صرف الأموال في غير حقها، إما في المعاصي؛ وإما في غير فائدة لعبًا وتساهلاً بالأموال، أما الإِسراف
---------------
(¬١) تفسير ابن كثير (٦/ ١٩٠).
(¬٢) تفسير ابن كثير (٦/ ١٩٠).
(¬٣) مخيلة هي العجب والكبر.
(¬٤) رواه النسائي برقم (٢٥٥٩)، ورواه البخاري معلقاً مجزوماً به (ص: ١١٣٢).
(¬٥) رواه البخاري معلقاً مجزوماً به (ص: ١١٣٢) باب قول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: ٣٢].
(¬٦) سنن الترمذي برقم (٢٣٨٠) وقال: حديث حسن صحيح، وحسنه الحافظ في فتح الباري (٩/ ٥٢٨).

الصفحة 252