كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 2)
أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ (¬١)».
ومنها: الإِسراف في استخدام نعمة المال. روى البخاري في صحيحه من حديث خولة الأنصارية قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (¬٢) ويدخل في هذا الحديث الذين يسافرون إلى بلاد الكفار، فينفقون المبالغ الطائلة في تلك الرحلات، وهم بهذا جمعوا بين معصيتين الأولى: السفر إلى بلاد الكفار، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.
روى الترمذي في سننه من حديث جرير - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ، لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا» (¬٣).
الثانية: دعم اقتصاد هذه الدول الكافرة بهذه الأموال التي تنفق فيها.
روى الترمذي في سننه من حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ » (¬٤) الحديث. وغير ذلك من الصور.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------------
(¬١) سنن النسائي برقم (١٤٠)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (١/ ٣١) برقم (١٣٦).
(¬٢) صحيح البخاري برقم (٣١١٨).
(¬٣) سنن الترمذي برقم (١٦٠٤)، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (١٤٦١).
(¬٤) سنن الترمذي برقم (٢٤٢٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح.