كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 3)

ما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» (¬١).
وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة، فهو داخل في هذا، وتارة يكون لتكثير النسل، وتكثير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ممن يعبد الله وحده لا شريك له، فهذا محمود ممدوح، روى الإمام أبو داود في سننه من حديث معقل بن يسار - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ» (¬٢).
وحب المال كذلك، تارة يكون للفخر والخيلاء والتكبر على الضعفاء، والتجبر على الفقراء، فهذا مذموم، وتارة للنفقة في القربات وصلة الأرحام، والقرابات ووجوه البر والطاعات، فهذا ممدوح شرعًا (¬٣). اهـ.
وقوله تعالى: {وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ} قال ابن جرير رحمه الله بعدما نقل اختلاف المفسرين في المراد به: والصواب في ذلك أن يقال: هو المال الكثير كما قال الربيع بن أنس، وقوله تعالى: {وَالخَيْلِ المُسَوَّمَةِ} قال ابن جرير: «المعلمة بالشيات الحسان الرائعة حسنًا لمن رآها» (¬٤).
وتربية الخيل أنواع، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ، فَهْيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَلِرَجُلٍ
---------------
(¬١) صحيح مسلم برقم (١٤٦٧).
(¬٢) قطعة من حديث في سنن أبي داود برقم (٢٠٥٠) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٣٨٦) برقم (١٨٠٥).
(¬٣) تفسير ابن كثير (٣/ ٢٦ - ٢٧).
(¬٤) تفسير ابن جرير - طبعة دار السلام (٣/ ١٧١١ - ١٧١٣).

الصفحة 404