كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 3)

النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لأَحَدٍ لَا يُقِيمُ فِيهَا ظَهْرَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ» (¬١).
وقد جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - لص الصلاة وسارقها شرًّا من لص الأموال، فروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي قتادة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَسْوَأُ النَّاسِ الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟ قَالَ: «لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا»، أَوْ قَالَ: «لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ» (¬٢).
أما الركوع فإن بعض الناس يخفض ظهره أكثر من اللازم، أو يرفعه، وهذا خطأ، فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَكَعَ بَسَطَ ظَهرَهُ وَسَوَّاهُ (¬٣)، حَتَّى لَو صُبَّ المَاءُ عَلَيهِ لَاستَقَرَّ (¬٤).
وروى النسائي من حديث أبي حميد قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَكَعَ اعْتَدَلَ، فَلَمْ يَنْصِبْ رَاسَهُ، وَلَمْ يُقْنِعْهُ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ (¬٥).
وأما السجود فإن بعض المصلين إذا سجد لا يمكن جبهته من الأرض، وبعضهم يرفع قدميه عن الأرض، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث العباس بن عبد المطلب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُمِرتُ أَن أَسجُدَ عَلَى سَبعَةِ أَعظُمٍ، الجَبهَةِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنفِهِ،
---------------
(¬١) سنن النسائي برقم (١٠٢٧) ومسند الإمام أحمد (٢٨/ ٣٢٩) برقم (١٧١٠٣) وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(¬٢) (٣٧/ ٣١٩) برقم (٢٢٦٤٢) وقال محققوه: حديث صحيح.
(¬٣) صحيح البخاري برقم (٨٢٨).
(¬٤) سنن ابن ماجه برقم (٨٧٢) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (١/ ١٤٤) برقم (٧١٢).
(¬٥) برقم (١٠٣٩) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (١/ ٢٢٤) برقم (٩٩٤).

الصفحة 734