كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 3)

الكلمة المئة وأربع وأربعون: فضل أيام عشر ذي الحجة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فإن الخالق لجميع المخلوقات جل وعلا قد فضل بعضها على بعض، واختار منها ما شاء، قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: ٦٨].
ومن هذه الأزمنة الفاضلة، التي فضلها الله على غيرها أيام عشر ذي الحجة، قال تعالى: {وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: ١ - ٢]. والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظمته، قال ابن عباس والزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: «إنها عشر ذي الحجة»، قال ابن كثير رحمه الله: «وهو الصحيح» (¬١).
قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ} [الحج: ٢٨].
قال ابن عباس: «الأيام المعلومات أيام عشر ذي الحجة» (¬٢).
---------------
(¬١) تفسر ابن كثير (١٤/ ٣٣٨).
(¬٢) صحيح البخاري، باب فضل العمل في أيام التشريق.

الصفحة 813