كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 3)

«إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَاّ مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (¬١).
ومنها: أن أهل العلم هم القائمون بأمر الله حتى تقوم الساعة، روى البخاري ومسلم من حديث معاوية - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَاتِيَ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» (¬٢)، روي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال عن هذه الطائفة: «إن لم يكونوا من أهل الحديث فلا أدري من هم».
قال عبد الله بن داود: سمعت سفيان الثوري يقول: إن هذا الحديث عز، فمن أراد به الدنيا وجدها ومن أراد الآخرة وجدها ... وكان الشافعي إذا رأى شيخاً سأله عن الحديث والفقه، فإن كان عنده شيء وإلا قال له: لا جزاك الله خيراً عن نفسك ولا عن الإسلام، قد ضيعت نفسك وضيعت الإسلام (¬٣).
ومنها: أنه طريق عظيم إلى الجنة، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ» (¬٤).
ومنها: أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ
---------------
(¬١) سبق تخريجه.
(¬٢) صحيح البخاري برقم (٣٦٤١)، وصحيح مسلم برقم (١٠٣٧) واللفظ له.
(¬٣) جامع الآداب لابن القيم، تحقيق: يسري السيد محمد (١/ ٢٧١ - ٢٧٣).
(¬٤) قطعة من حديث برقم (٢٦٩٩).

الصفحة 821