كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 2)

على آدم - عليه السلام.
وعلى إسرائيل حيث أطلق عليه لفظ (ابن الله البكر).
وعلى داود عليه السلام.
كما أطلق فيه على الملائكة وعلى المؤمنين جميعًا.
فلم يكن مقصورًا على المسيح - عليه السلام.
ومع هذا، فقد ورد أيضًا في العهد الجديد وصف المسيح - بما يقرب من ضعفي هذا العدد - بأنه ابن الإِنسان ثمانية وسبعين مرة (¬1).
وطبيعي أن هذين الوصفين، يهدمان البنوة بمعنى الألوهية.
وإذا انهدمت البنوة فقد انهدمت تبعًا لها الأبوة.
أَما روح القدس: فهو جبريل عليه السلام، وهو من الملائكة المقربين - وهو بهذا من خَلْق الله - وكلامهم فيه مضطرب مختل.
وأَما كلمة التثليث: فقد اعترف كبار علماء اللاهوت - في قاموس الكتاب المقدس - أنها: "لم ترد في الكتاب القدس. ويُظنُّ أن أولَ من صاغها واخترعها واستعملها، هو ترتليان، في القرن الثاني للميلاد. وقد خالفه كثيرون. ولكن مجمع نيقية أقر التثليث سنة 325 ميلادية.
ثم استقر التثليث - بعد ذلك - عند الكنيسة السيحية، على يد أوغسطنيوس في القرن الخامس" (¬2).
ومن هنا يتضح أَن التثليث نبت بعد المسيح عليه السلام، بأكثر من ثلاثة قرون وربع القرن، وأنه دخيل على المسيحية الحقة الموحدة.
وبهذا استحق القائلون به الحكم عليهم بالكفر الصريح.
وقال كبار الباحثين: إن التثليث تسرَّبَ إلى المسيحية من العقائد الوثنية الهندية القديمة.
{وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ}:
والحق أنه لا يمكن - عقلا - أن يكون الإله إلاَّ واحدا.
¬__________
(¬1) راجع قاموس الكتاب المقدس: 108، 109
(¬2) قاموس الكتاب المقدس 232، 233

الصفحة 1127