كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 3)

بالملح أَو بالزيت أَو بالخل، وأحيانا يجوع، وأَحيانا أُخرى يشبع، فكان - في كل ذلك - قُدْوَةً للموسر وللمعسر على السواءِ.
وَلْيُعْلَمْ: أَن التمتُّعَ بالطيبات من الرزق، مشروعٌ في جميع الرسالات. قال تعالى: {يَأَ يُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (¬1).
{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
المفردات:
{باللَّغْوِ} اللغو في اليمين: الحلف من غير قصد القَسَم.
{بِمَا عَقدتُّمُ الْأَيْمَانَ} أَصل العقد: نقيض الحل. فَعَقْد الأَيمان. وتعقيدها: توكيدها بالقصد والتصميم.
{فَكَفَّارَتُةُ} أَصل الكفارة: من الكَفْر. وهو: الستر والتغطية، ثم صارت - في اصطلاح الشرع - اسمًا لأعمال تكفِّر - أَي تمحو- بعض الذنوب.
{مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكمْ}: الأَوسط؛ المعتدل من كل شيء. والمراد هنا: الأَغلب من الطعام، الذي هو وسط بين الدُّون الذي يُتَقشَّف به، وبين الأَعلى الذي يُتوسع به.
{أو تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}: أي إِعتاق رقيق مملوك له.
¬__________
(¬1) المؤمنون، الآية: 51

الصفحة 1146