كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 1)

(وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ):
والله يقوي بنصره وبعونه من يشاء من عباده. فالنصر والظفر، إنما يحصلان بتأييد الله ونصره، لا بكثرة العدد، ولا بقوة الشوكة، ولا بقوة السلاح: وقد تقف بعض العقبات في طريق النصر، ولكن العاقبة دائمًا للمتقين.
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الْأَبْصَارِ):
الإشارة إلى ما ذكر من رؤية القليل كثيرًا، المستتبعة لغلبة القليل وعديم العدة على الكثير وافر العتاد والسلاح. والعبرة: الاعتبار والاتعاظ، وأُولوا الأبصار: أصحاب البصائر أي العقول كما يقال لفلان بَصَرٌ بهذا الأمر، أي علم ومعرفة.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)}
المفردات:
(حُبُّ الشَّهَوَاتِ): حب المشتهيات للنفس.
(الْمُقَنطَرَةِ): المجمعة أو المضَعَّفة.
(الْمُسَوَّمَةِ): الراعية في المرعى. مأخوذ من: سوَّم خيله، إذا أرسلها في المرعى، أو المطهمة الحسان.
(وَالْأَنْعَامِ): الإبل والبقر، والغنم والمعز.
(وَالْحَرْثِ): مصدر مراد به: المزروع.

الصفحة 527