كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 1)

فإن أعرض هؤُلاء النصارى عن الاعتراف بالحق في شأن عيسى، وعن اتباعك في دينك - بعد ما تبين لهم الحق - فإن الله عليم بهؤلاء المفسدين، فيعاقبهم على إفسادهم لعقائدهم وعقائد غيرهم. وأظهر في مكان الإضمار، فلم يقل: عليم بهم. بل قال: (عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) لإظهار فسادهم واستحقاقهم للعقوبة.
وفي هذا تهديد بليغ لهم.
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}
المفردات:
(تَعَالَوْا): أَقبِلوا.
(إِلَى كَلِمَةٍ): إلى العمل بكلمة. والمراد بها هنا: الكلام الآتي بيانه في الآية الكريمة.
(سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ): مستوية عادلة نعمل بها جميعا، ولا نختلف فيها.
(وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ): أي لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله. وأهمها الشرك .. فإن طاعتهم في ذلك كاتخاذهم أربابا. وهذه الجملة بالنسبة لما قبلها تعميم بعد تخصيص. وسيأتي بيان ذلك في المعنى.
التفسير
64 - {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ... } الآية.
نزلت هذه الآية في وفد نجران كما قاله: الحسن، والسدي وغيرهما.

الصفحة 587