كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 2)

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.
المفردات:
(أوَّلَ بَيْتٍ): أول موضع لعبادة الله وحده. (وُضِعَ لِلنَّاسِ): خصص لعبادتهم.
(بَكَّةَ): من أسماءِ مكة. عَلَم على البلد الحرام، وقيل: بكَّة: للبيت، ومكة للبد. أَصله من البكِّ. وهو الازدحام.
(آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ): دلائل واضحات. وسيأتي بيانها.
(مَقَامُ إبْرَاهِيمَ): المقام هو؛ الحجر الذي كان يقوم عليه إبراهيم، عند بناءِ البيت، أَو هو المكان الذى كان يقوم فيه للصلاة والعبادة.
(آمِناً): أَي أَوجب الله الأَمان لمن يأوى إليه. فلا يُعْتَدَى عليه بقتل أو بأذى.

التفسير
96 - {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ. . .} الآية.
بعد أَن كذَّبَ الله اليهود في زعمهم أَن ما حرّموه من الطعام شرع قديم لجميع الرسل. وبعد ما بيَّن أَن كل الطعام كان حلَا لًا لهم كغيرهم - كذبهم في زعم آخر، وهو: أَن بيت المقدس أعظم من الكعبة، فهو أَولى منها بأَن يكون القبلة (¬1).
¬______________
(¬1) ارجع إلى ما سبق بيانه في تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا .. } سورة البقرة: (142) وما بعدها.

الصفحة 623