كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 2)

وهناك قول ثان. وهو أَن الظرف في قوله: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ} متعلق بقوله:
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ}.
وعلى هذا , يكون وعد الرسول للمؤمنين بالإمداد بثلاثة آلاف وخمسة آلاف - إنما ذلك في غزوة بدر، بعد ما أمدهم بألف؛ ليزدادوا ثباتًا.
وهذا الرأى ارتضاه ابن جرير، وهو مرويّ عن الحسن البصري، وعامر الشعبي، والربيع بن أنس وغيرهم.
والظاهر هو الرأي الأوَّل، كما قلنا.
{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

المفردات:
{لِيَقْطَعَ طَرَفًا}: لينقص فريقًا من الكافرين بالقتل والأَسر.
{يَكْبِتَهُمْ} الكبت: شدة الغيظ، أَوْ وَهْنٌ يقع في القلب.
{فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ}: فيرتدوا منقطعي الآمال.

الصفحة 651