كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 2)

وكلمة {لَمَّا}: وإن أفادت نفى ما بعدها من الجهاد والصبر، ولكنها تفيد تَوَقُّعَ حصولهما منهم، وقد وقعا فعلا: في الغزوات التي تلت غزوة أُحد.
{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)}.
المفردات:
{تَمَنَّوْنَ}: أي ترغبون.
{الْمَوْتَ}: المراد به هنا؛ القتال. وقيل: هو على حقيقته؛ طلبًا للشهادة.
{تَلْقَوْهُ}: أي تلقوا سببه. وهو القتال.
{رَأَيْتُمُوهُ}: أي رأيتم الموت، برؤية من يموت في الحرب.
{خَلَتْ}: مضت.
{وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} المراد: مَن يرتد عن دينه أو ينهزم.

التفسير
143 - {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ. . .} الآية.
هذا خطاب من الله تعالى، عاتب فيه الذين ألَحُّوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الخروج من المدينة إلى أُحُد للقاء المشركين، الذين نزلوا عنده قادمين من مكة، لقتال المسلمين انتقامًا ليوم بدر. ولما التقى الجمعان انهزم فريق منهم، ولم يثبتوا أَمام المشركين. وكان هؤُلاءِ هم الذين ألحوا في الخروج، ممن لم يشهدوا بدرًا، وتَمنَّوْا أَن يحضروا

الصفحة 668