كتاب كتابة الحديث بين النهي والإذن

كتب مجموعة من الأحاديث وأرسلها إلى بعض عماله منها ما أخرجه مسلم أن عمر كتب إلى عتبة بن فرقد وهو بأذربيجان وفيه: «وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبوس الحرير إلا هكذا ... الحديث:" (1) .
ثالثاً ابن مسعود رضي الله عنه:
اشتهر عنه نهيه عن الكتابة لكن من تأمل ما ورد عنه وجده ينهى عن الكتابة عنه، تارة لئلا ينكب الناس على الحديث ويدعون القرآن (2) ، أو أن هذه الكتب فيها أذكار مستحدثة وهيئات مبتدعة (3) ، أو أن هذه الكتب من كتب أهل الكتاب (4) . فلا يصح أن تحمل على النهي عن كتابة الحديث مطلقاً لأنه لم يعلل هذا بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الكتابة بل بأمور أبانها لحظة تخلصه من هذه الكتب.
رابعاً أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:
فقد محى كتاباً خطه عنه ابنه أبو بردة بن أبي موسى رضي الله عنهما (5) ولم يعلل هذا بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكتابة عنه بل خشي أن يتكل
__________
(1) أخرجه مسلم في اللباس باب تحريم الذهب والحرير على الرجال رقم (5411) عن عاصم الأحول ورقم (5413) عن سليمان التيمي ورقم (5415) عن قتادة ثلاثتهم عن أبي عثمان النهدي به وفي لفظ قتادة أن عمر صدر الكتاب بالحديث.
(2) انظر جامع بيان العلم وفضله 1/278.
(3) سنن الدارمي 1/124.
(4) المصدر السابق 1/113.
(5) أخرجه ابن سعد 4/105، وابن أبي شيبة 9/53، وأبو خيثمة في العلم رقم (153) والدارمي 1/122، والبزار 8/134، والرامهرمزي 1/381، والبيهقي في المدخل (738) ، والخطيب في تقييد العلم /40 بطرق عن أبي بردة عن أبيه وهو صحيح.

الصفحة 69