كتاب كتابة الحديث بين النهي والإذن

أبو برده على الكتاب ويهمل الحفظ وأمره بقوله احفظ كما حفظنا.
خامساً أبو سعيد رضي الله عنه:
وتقدم بيان مذهبه مفصلاً في المبحث الأول من هذا الفصل.
سادساً ابن عباس رضي الله عنهما:
فقد قال "لا نكْتُب العلم ولا نُكْتِبُه" (1) . وورد في بعض الروايات أنه لما ذكر أن هناك من يكتب عنه قام من مجلسه إنكاراً عليه.
وإذا تأملنا ما ورد عنه من نصوص نجده يعلل ذلك بأن ضلال أهل الكتاب جاء بسبب انكبابهم على كتب غير كتاب الله (2) .
ومع هذا فقد كان ابن عباس يكتب ويُكتب عنه وهو يرى وأمر بالكتابة عنه (3) .
وقد ورد مثل هذا النهي عن جماعة من الصحابة (4) ، ومع تأملها وتأمل ما سبق نجدها لا تخرج عن أحد أمرين:
أ - إما أنه لم يصح عنهم، وفعلهم على خلاف ما ورد عنهم.
ب- أو صح عنهم ولكنهم لم يعللوا النهي بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكتابة عنه، بل بأمور أخرى خارجة عنه.
__________
(1) أخرجه عبد الرزاق في جامع معمر 11/285 عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس وله طرق أخرى وهو صحيح.
(2) الطبقات الكبرى 6/336.
(3) دراسات في الحديث النبوي 1/117.
(4) انظر دراسات في الحديث النبوي 1/95 فما بعدها.

الصفحة 70