كتاب كتابة الحديث النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي والإذن
يقال: نسخت الشمسُ الظلَّ أي: أزالته ويقال: نسخت الكتاب أي نقلته (1) .
وفي الاصطلاح: اختلف العلماء في تعريف النسخ بين كونه رفعا للحكم أو بياناً له. وأشهر ما قيل في تعريف النسخ هو: "رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متراخ عنه " (2) .
ومن خلال تعريف النسخ نستطيع أن نقول:
لا بد أن نعرف تاريخ ورود النهي عن الكتابة وتاريخ ورود الإذن بالكتابة حتى يمكننا القول بأن المتأخر ناسخ للمتقدم.
ويرى بعض العلماء أن أحاديث النهي منسوخة؛ لأنها متقدمة وأحاديث الإذن ناسخة لأنها متأخرة فهو من باب نسخ السُّنة بالسُّنة.
ومال إلى هذا الرأي كثير من العلماء كابن قتيبة (3) ، وابن حجر (4) ، والنووي (5) ، وابن الصلاح (6) وغيرهم، والقول بالنسخ لابد أن يستند إلى
دليل محقق.
واستدل العلماء على كون النهي المتقدم هو المنسوخ بما يلي:
أن الإذن بالكتابة متأخر عن النهي عنها؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم
__________
(1) مختار الصحاح 656، المصباح المنير 2/271.
(2) نهاية السول 226، دراسات في النسخ د. نادية العمري 28.
(3) تأويل مختلف الحديث 193.
(4) فتح الباري 1/208.
(5) صحيح مسلم بشرح النووي 18/130.
(6) المحدث الفاصل 386.
الصفحة 35
58