كتاب كتابة الحديث النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي والإذن
فليأت به "، فجمعناها فأخرجت. فقلنا: يا رسول الله نتحدث عنك؟ قال: "تحدثوا عني ولا حرج، ومَنْ كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" (1) .
وفي رواية عن ابن سهل عن أبيه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال أبو هريرة: فجمعناها في صعيد واحد فألقيناها في النار.
وهذا الحديث فيه الكلام السابق نفسه لأن راويه هو عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم فلا نحتاج إلى إعادته فهذه ساقطة الاعتبار.
3-أما حديث زيد بن ثابت فله روايتان:
الرواية الأولى: عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: دخل زيد بن ثابت على معاوية، فسأله عن حديث، فأمر إنسانا يكتبه. فقال له زيد: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا ألاَّ نكتب شيئاً من حديثه" فمحاه (2) .
وهذا الحديث فيه مقال أيضا ينزله عن درجة الصحيح إلى درجة الضعيف؛ ففي سنده كثير بن زيد روى ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل أن يحيى بن معين سئل عنه. فقال: "ليس بالقوي" وقال النسائي: "ضعيف" وقال أبو زرعة: "صدوق فيه لين" كما أورد له الذهبي في ((الميزان)) حديثاً فيه نكارة (3) فلا يحتج به إذن.
بالإضافة إلى أن المطلب الذي روى عنه كثير هذا الحديث، لم يدرك زيد
ابن ثابت ولم يسمع منه فهو منقطع (4) .
الرواية الثانية عن الشعبي: أن مروان أجلس لزيد بن ثابت رجلا وراء
__________
(1) تقييد العلم 34.
(2) تقييد العلم 35.
(3) الجرح والتعديل 7/151، ميزان الاعتدال 3/404، تهذيب التهذيب 8/414.
(4) تهذيب التهذيب 10/179، الأنوار الكاشفة 35، دراسات في الحديث النبوي د. الأعظمي 78.
الصفحة 44
58