كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 1)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= ((ثقة صدوق)). وقال مرة: ((في حديثه شيء، يقال: إن عامة حديثه عن أنس إنما سمعه من ثابت)). وقال البرديجي: ((وأما حديث حميد، فلا يحتج منه إلا بما قال: حدثنا أنس)). وقال العلائي: ((فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلسة، فقد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة صحيح)).
وقد ذكر الحافظ ابن حجر حميدًا في الطبقة الثالثة من "طبقات المدلسين"، وهم من أكثر من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرّحوا فيه بالسماع.
انظر: "الجرح والتعديل" (٣/ ٢١٩ رقم ٩٦١)، و"التهذيب" (٣/ ٣٨ - ٤٠ رقم ٦٥)، و"التقريب" (ص ١٨١ رقم ١٥٤٤)، و"طبقات المدلسين" (ص ٨٦ رقم ٧١).
قلت: وأما ما ذكره العلائي من أن الواسطة في أحاديث حميد المدلسة قد تبيّن وهو ثقة صحيح، فهذا القول ليس على إطلاقه، فإن الواسطة بينه وبين أنس ليس هو ثابتاً البناني على الدوام، بل قد تكون الواسطة قتادة، وهو مدلس من الطبقة الثالثة أيضًا كما في ترجمته في الحديث رقم [١٤]، وقد يكون غيره، فقد قال الحافظ ابن حجر في مقدمة "الفتح" (ص ٣٩٩): ((كان يدلس حديث أنس، وكان سمع أكثره من ثابت وغيره من أصحابه عنه)). اهـ. ولذا فإن البخاري لم يخرج لحميد في "صحيحه" إلا بما صرح فيه بالسماع، قال الحافظ في الموضع السابق: ((قد اعتنى البخاري في تخريجه لأحاديث حميد بالطرق التي فيها تصريحه بالسماع)). اهـ. وفي "الفتح" أيضًا (١٠/ ٤٩٠) ذكر الحافظ إعراض البخاري عن بعض الطرق لبعض الأحاديث، ثم أوضح السبب فقال: ((حميد مدلس، والبخاري يخرج له ما صرّح فيه بالتحديث)). اهـ.
(¬٣) الآية: (٣١) من سورة عبس.
(¬٤) الأَبُّ: هو المَرْعى المُتَهَيِّئُ للرَّعي والقطع، وقيل: الأَبُّ من المرعى للدواب كالفاكهة للإنسان.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ١٣). =

الصفحة 182