كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 1)

٥٤ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ (¬١)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَرَأَ عَلْقَمَةُ (¬٢) عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ((رَتِّلْ فِدَاكَ أَبِي، وَأُمِّي، فإنه زين القرآن)).
---------------
= قلت: وسبق في الطريق السادس عن الأعمش ذكر الاختلاف في رواية إبراهيم بن مهاجر للحديث عن الأعمش، فلست أدري، أهذا اختلاف آخر، أم أن إبراهيم حفظ الحديث من هذا الطريق؟
وحديث ابن مسعود هذا ذكره السيوطي في "الدرر المنثور" (٢/ ٥٤١) وعزاه أيضًا لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬١) هو مغيرة بن مِقْسَم - بكسر الميم -، الضبّي، مولاهم، أبو هشام الكوفي الأعمى، روى عن إبراهيم النخعي وأبي وائل شقيق بن سلمة وعامر الشعبي ومجاهد وغيرهم، روى عنه سليمان التيمي وشعبة والثوري وأبو عوانة وخالد بن عبد الله الطحّان وهشيم وغيرهم، واختلف في سنة وفاته، فقيل توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاث، وقيل: أربع، وقيل: ست وثلاثين ومائة، وهو ثقة متقن روى له الجماعة، إلا أنه كان يدلّس، ولا سيّما عن إبراهيم النخعي، وهذا الحديث من روايته عنه بالعنعنة. قال شعبة: ((كان مغيرة أحفظ من الحكم))، وفي رواية: ((أحفظ من حماد)). وقال ابن معين: ((ثقة مأمون)). وثقه أبو حاتم، والنسائي، وابن سعد، وزاد: ((كثير الحديث)). وقال العجلي: ((كوفي ثقة، وكان من فقهاء أصحاب إبراهيم وكان عثمانيًا ... ، وكان مغيرة يكنى: أبا هشام، مولى لِضَبَّةَ، فقيه الحديث، إلا أنه كان يرسل الحديث عن إبراهيم، وإذا أوقف أخبره ممن سمعه، وكان يحمل على علي بعض الحمل)).
وقال الإمام أحمد: ((حديث مغيرة مدخول، عامة ما روى عن إبراهيم إنما سمعه من حماد، ومن يزيد بن الوليد، والحارث العكلي، وعبيدة وغيرهم))، وجعل يضعّف حديث مغيرة عن إبراهيم وحده. وقال ابن فضيل: ((كان يدلس، وكنا لا نكتب عنه إلا ما قال: حدثنا إبراهيم)). وذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من "طبقات المدلسين"، وهم: من أكثر من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم =

الصفحة 225