كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 1)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= يثني عليه كثيرًا، ووثقه العجلي، وقال البخاري: رأيت علي بن عبد الله - يعني ابن المديني - يحتج بحديث ابن إسحاق. قال: وقال علي: ما رأيت أحدًا يتهم ابن إسحاق.
وقال ابن سعد: ((كان ثقة، ومن الناس من يتكلم فيه)) .
قلت: تكلم فيه بعضهم لأحاديث أخطأ فيها، وهذا لا يقدح في مثله؛ لكثرة حديثه، وكل مكثر يخطئ، فوثقه ابن معين في بعض الروايات، وضعفه في بعضها، وقال الإمام أحمد مرّةً: ((هو حسن الحديث)) ، وسأله مرة أيوب بن إسحاق بن سامري، فقال: ((إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبله؟)) قال: ((لا والله؛ إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث، ولا يفصل الكلام ذا من ذا)) .
قلت: الرجل مدلس لا شك في ذلك؛ فقد وصفه بالتدليس الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما. وأما ما ذكره الإمام أحمد من أنه يحدث بالحديث عن جماعة ولا يفصل حديث بعضهم عن بعض، فمبلغ هذا القول الاحتياط فيما يرويه ابن إسحاق من الحديث عن بعض الرواة مقرونًا بعضهم ببعض، وأما إطّراح سائر حديثه لهذه العلة، ففيه تعسُّف.
قال ابن عدي رحمه الله: ((فتّشت أحاديثه الكثيرة، فلم أجد فيها ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ، أو يهم في الشيء بعد الشيء كما يخطئ غيره، وهو لا بأس به)) .
والكلام في ابن إسحاق والخلاف فيه طويل، وما ذكرته هو خلاصة القول فيه، وهو الذي ذهب إليه الذهبي وابن حجر.
انظر: "الجرح والتعديل" (٧ / ١٩١ - ١٩٤ رقم ١٠٨٧) ، و "الثقات" لابن حبان (٧ / ٣٨٠ - ٣٨٥) ، و "الكامل" لابن عدي (٦ / ٢١١٦ - ٢١٢٥) ، و "تهذيب الكمال" المخطوط (٣ / ١١٦٧) ، و "سير أعلام النبلاء" (٧ / ٣٣ - ٥٥) ، و "الميزان" (٣ / ٤٦٨ - ٤٧٥ رقم ٧١٩٧) ، و: ((من تكلم فيه وهو موثق)) للذهبي =

الصفحة 244