كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= وصنَّف، وحدّث، وأبى الرواية إلا عن الثقات)) . اهـ. من "الجرح والتعديل" (١ / ٢٥١ - ٢٦٢) ، و (٥ / ٢٨٨ - ٢٩٠ رقم ١٣٨٢) ، و"التهذيب" (٦ / ٢٧٩ - ٢٨١ رقم ٥٤٩) ، و"التقريب" (ص٣٥١ رقم ٤٠١٨) .
والذي يظهر - والله أعلم - أن المرأة هي زوجة أبي أيوب، ففي رواية الدارمي للحديث عن إسرائيل عن منصور ما يشعر بأنها هي، وإن لم تكن هي فهي صحابية، ففي هذه الرواية تذكر المرأة أن أبا أيوب أتاها، فقال: ألا ترين إلى ما جاء به رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -؟ قالت: رُبّ خير قد أتانا به رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -، فما هو؟ قال: قال لنا: ((أيعجز ... )) الحديث.
فهذا ظاهر في أن المرأة تلقت الحديث عن أبي أيوب في حياته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَفِيهِ دليل على صحبتها، ولذا فإن النسائي - رحمه الله - قد صحح الحديث قال: ((لا أعرف في الحديث الصحيح إسنادًا أطول من هذا)) ، على أن الحديث مروي في الصحيحين من غير طريق أبي أيوب.
فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (٩ / ٥٨ - ٥٩ رقم ٥٠١٣ و ٥٠١٤ و ٥٠١٥) و (١١ / ٥٣٥ رقم ٦٦٤٣) و (١٣ / ٣٤٧ رقم ٧٣٧٤) ، أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، قَالَ: قَالَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأصحابه: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟)) فشقّ ذلك عليهم وقالوا: أيُّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: ((الله الواحد الصمد ثلث القرآن)) .
وأخرجه مسلم في "صحيحه" (١ / ٥٥٦ رقم ٢٥٩ و ٢٦٠) من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟)) قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن)) .
وفي رواية: ((إن الله جزّأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل {قل هو الله أحد} جزءًا من أجزاء القرآن)) .

الصفحة 282