كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 2)

١٠١- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمْ قَالُوا: لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ، أَوْ قالوا: المصحف.
---------------
[١٠١] سنده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم وشريك بن عبد الله القاضي من قبل حفظه.
لكن قد صحّ معناه عن عطاء، وروي عن طاوس من وجه آخر، ولا يصحّ.
فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (١ / ٣٤٢ - ٣٤٣ رقم ١٣٣٢ و ١٣٣٣) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قال: لا يمسّ المصحف مفضيًا إليه غير متوضئ. قلت: فبين أيديهما وبين أخبتة ثوب؟ قال: ولا، الخباء أكفّ من الثوب. قلت: غير المتوضئ وهو في خبائه؟ قال: نعم، لا يضرّه. قلت: فيأخذه مطبقًا؟ قال: نعم.
وهذا سند صحيح، وابن جريج اسمه عبد الملك بن عبد العزيز، وتقدم في الحديث [٩] أنه ثقة، وأما تدليسه فلا يضرّ هنا؛ لأنه هو السائل لعطاء.
وأخرجه عبد الرزاق أيضًا (١ / ٣٤٣ رقم ١٣٣٤) عن الثوري، عن جابر، عن الشعبي وطاوس والقاسم بن محمد كرهوا أن يمسّ المصحف وهو على غير وضوء.
وسنده ضعيف جدًّا.
جابر هو ابن يزيد بن الحارث الجعفي، أبو عبد الله الكوفي، روى عن الشعبي وطاوس والقاسم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وأبي الضُّحى وعكرمة وعطاء وغيرهم، روى عن شعبة والثوري وإسرائيل ومسعر ومعمر وغيرهم، وكانت وفاته سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل: سنة ثمان وعشرين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وهو مُخْتَلَف فيه.
فروى ابن عليّة عن شعبة قال: ((جابر صدوق في الحديث)) ، وقال: - أي شعبة - في رواية يحيى بن أبي بكير عنه: ((كان جابر إذا قال: حدثنا، و: سمعت، فهو من أوثق الناس)) . وروى يحيى أيضًا عن زهير بن معاوية قال: ((كان إذا قال: سمعت، أو: سألت، فهو من أصدق الناس)) . وقال وكيع: ((مهما شككتم في شيء، فلا تشكّوا في أن جابرًا ثقة)) ، وأثنى عليه سفيان الثوري وشريك.
وخالف هؤلاء جماعة، فحكموا عليه بأنه كذاب، منهم: سعيد بن جبير، =

الصفحة 346