كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 2)
٢١٦ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاش (¬١): أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: (وَاتَّخَذُوا (¬٢) مِنْ مقام إبراهيم مصلى).
---------------
(¬١) قوله: (عياش) لم تنقط في الأصل فأشبه أن تكون: (عباس)، لكن المصنف روى الحديثين الآتيين رقم [٧٩٠ و ٧٩١]، وفيهما: (عياش) منقوطة، وهو أبو جعفر القارئ المدني المخزومي، مولى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أبي ربيعة، قيل اسمه يزيد بن القعقاع، وقيل: جندب بن فيروز، وقيل: فيروز، والأول أشهر، روى عن مولاه وعن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم، روى عنه الإمام مالك وعبد العزيز بن أبي حازم والدَّرَاوَردي وغيرهم، وكانت وفاته سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل: ثلاثين ومائة، ولم أجد من نصّ على أن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ روى عنه، وروايته عنه محتملة، فإن ابن أبي الزناد ولد سنة مائة للهجرة كما في ترجمته في الحديث رقم [٦٧]، وكلاهما مدني، وأبو جعفر هذا ثقة؛ وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد وزاد: ((قليل الحديث، وكان إمام أهل المدينة في القراءة، فسمي القارئ لذلك)). اهـ. من "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٨٥ رقم ١٢٠٧)، و"تهذيب الكمال" المخطوط (٣/ ١٥٩٤)، و"التهذيب" (١٢/ ٥٨ رقم ٢٢٥)، و"التقريب" (ص ٦٢٩ رقم ٨٠٢١).
(¬٢) لم تضبط في الأصل، وفيها قراءتان، أما ابن عامر ونافع فقرآ: (واتَّخَذُوا من مقام إبراهيم) - بفتح الخاء -، وحُجَّتهما: أن هذا إخبار عن ولد إبراهيم أنهم اتخذوا مقام إبراهيم مصلى.
وقرأ الباقون: (واتَّخِذوا) - بكسر الخاء -، وحجتهم في ذلك ما ورد في بعض طرق الحديث السابق: أنَّ النَّبِيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - أخذ بيد عمر، فلما أتى على المقام قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: نعم، قال: أفلا نتخذه مصلى؟ فأنزل الله جل وعز: {واتَّخِذوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. اهـ. بتصرف من "حجة القراءات" لابن زنجلة (ص ١١٣). =