كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 2)
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}]
٢٨٥ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ شَقِيق، عَنْ حُذيفة - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} -، قال: تَرْكُ النَّفَقَة.
---------------
= الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله.
هذا لفظ رواية عبيد الله، ونحوه رواية بكير إلا أن فيها زيادة، وفيها: ((أن رجلاً أتى ابن عمر فقال .. )) الحديث.
فهذا يحمل على أن الذي أتاه رجلان، وأن الذي سأل أحدهما، فعبَّر مرة بـ: ((رجل)) بالنظر إلى السائل، ومرة بـ: ((رجلان)) بالنظر إلى مجيئهما، وقد جمع الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٨/ ٣١٠) جمعًا آخر حيث قال: ((لعل السائلين عن ذلك جماعة، أو تعددت القصة)). اهـ.
وهذا الجمع من الحافظ رحمه الله لوقوع السؤال مرة من: ((حيّان صاحب الدُّثَنِيَّة)) ومرة من: ((الهيثم بن حَنَش، وقيل نافع بن الأزرق))، هذا بالإضافة لما سبق من أنه: ((حكيم)).
وما ذكره من أنه: (حيّان)) بناء على ما أخرجه سعيد بن منصور في تفسير سورة الحجرات (ل / ١٧٥ / أ) من طريق حيّان السُّلَمي أنه سأل ابن عمر عن قوله عز وجل: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} [الآية (¬٩) من سورة الحجرات]، وليس في الحديث ذكر للآية السابقة: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}.
وأما الرواية الأخرى فقد عزاها الحافظ لفوائد أبي بكر النجّاد، ولم أقف عليها. فالله أعلم.
[٢٨٥] سنده صحيح، والأعمش تقدم في الحديث [٣] أنه مدلس، إلا أن روايته عن شيخه أبي وائل شقيق بن سلمة محمولة على الاتصال وإن كانت بالعنعنة، وهذه منها، وقد أخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" كما سيأتي.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٤٤٩) وعزاه للمصنِّف ووكيع وسفيان ابن عيينة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. =