كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 3)
٣١٨ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا حَمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَة (¬١)، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: (({مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ}: شَاةٌ، أَوْ: بَدَنَة، أَوْ: بَقَرَةٌ، أَوْ: شِرْكٌ (¬٢)، في دَم)).
---------------
= يسمع من ابن عمر، وقال أبو حاتم: ((لا يصح سماعه من ابن عمر ولا رآه))، وقال ابن معين: ((ليس للزهري عن ابن عمر رواية))، والصواب أنه رآه وروى عنه حديثين؛ قال عبد الرزاق: قلت لمعمر: هل سمع الزهري من ابن عمر؟ قال: نعم، سمع منه حديثين، وذكر حكاية فيها لقيّ الزهري لابن عمر في الحج.
انظر: "تهذيب التهذيب" (٩/ ٤٤٥ - ٤٥١).
قلت: ولم أجد من ذكر الحديثين لمعرفة ما إذا كان هذا الحديث منهما أم لا؟
وإذا كان هذا الخلاف في سماع الزهري من ابن عمر المُتَوَفَّى سنة ثلاث وسبعين للهجرة، وكلاهما عاش في المدينة النبوية، فمن باب أولى أن لا يكون الزهري سمع من ابن عباس المتوفى سنة ثمان وستين للهجرة وكان بالطائف، ولذا لم أجد من نص على أنه روى عن ابن عباس أو سمع منه. انظر الموضع السابق من "التهذيب" و (٥/ ٢٧٨ و ٣٣٠).
ومع هذا الانقطاع، فرواية هشيم، عن الزهري فيها ضعف؛ لأنه سمع منه وهو صغير، وكان كتب عن الزهري صحيفة بمكة، فجاءت الريح فحملت الصحيفة فطرحتها، فلم يجدوها، وحفظ منها هشيم تسعة أحاديث فقط. انظر: "التهذيب" (١١/ ٦٠ - ٦٣).
وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، في القسم الأول من الجزء الرابع (ص ٩٧ رقم ٦٣٥).
وابن جرير في "تفسيره" (٤/ ٢٧ و ٣١ رقم ٣٢٤٤ و ٣٢٧٤).
كلاهما من طريق هشيم به مثله، إلا أن ابن جرير ذكر قول ابن عمر في موضع وقول ابن عباس في موضع آخر.
وقد صحّ الحديث عن ابن عمر وابن عباس من غير طريق الزهري، فانظر الحديث السابق رقم [٣١٦] والتعليق عليه.
(¬١) هو نَصْر بن عِمْران.
(¬٢) بكسر الشين المعجمة وسكون الراء: أي مشاركة في دم، أي حيث يجزئ الشيء الواحد عن جماعة. اهـ. من "فتح الباري" (٣/ ٥٣٤).
الصفحة 770
1720