كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 3)
٣١٩ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عبَّاد بْنُ عبَّاد المُهَلَّبِي (¬١)، قَالَ: نَا أَبُو جَمْرَة، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الْمُتْعَةِ فِي الْحَجِّ، فأمَرَني بِهَا، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الذَّبْح، فَقَالَ: ((نَاقَةٌ، أَوْ بَقَرَةٌ، أَوْ شَاةٌ، أَوْ شِرْكٌ، فِي دَمٍ)).
---------------
= [٣١٨] سنده صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٤/ ٢٨ رقم ٣٢٥٠) من طريق أيوب السختياني، عن أبي جمرة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} شاة.
وسيأتي في الحديث بعده من طريقين آخرين عن أبي جمرة.
وهذا الحديث فيه مزيد بيان لما ذهب إليه ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - خلافًا لما زعمه إسماعيل القاضي - رحمه الله -، حيث طعن في رواية أبي جمرة هذه، فقال: ((خالف أبا جمرة عنه - أي: عن ابن عباس - ثقات أصحابه، فرووا عنه: أن مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ شَاةٌ))، نقل هذا القول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٣/ ٥٣٤)، ثم ردّ عليه بقوله: ((وليس بين رواية أبي جمرة ورواية غيره منافاة؛ لأنه زاد عليهم ذكر الاشتراك، ووافقهم على ذكر الشاة، وإنما أراد ابن عباس بالاقتصار على الشاة الردّ على من زعم اختصاص الهدي بالإبل والبقر ... ، وبهذا تجتمع الأخبار، وهو أولى من الطعن في رواية من أجمع العلماء على توثيقه والاحتجاج بروايته، وهو أبو جَمْرَة الضُّبَعي)). أهـ.
(¬١) هو عبّاد بن عبّاد بن حبيب بن المُهَلَّب بن أبي صُفْرة، المهَلَّبي، الأزْدي، أبو معاوية البصري، روى عن عاصم الأَحوْل وهشام بن عروة وأبي جمرة نصر بن عمران وغيرهم، روى عنه هنا سعيد بن منصور، وروى عنه أيضًا الإمام أحمد ويحيى بن معين ومُسَدَّد وغيرهم، وهو ثقة ربما وهم، روى له الجماعة، ووثقه ابن معين، ويعقوب بن شيبة، والعجلي، وأبو داود، والنسائي، وابن خراش، والعقيلي، وغيرهم، وقال الإمام أحمد: ((ليس به بأس، وكان رجلاً عاقلاً أديبًا))، وقال ابن سعد: ((كان ثقة، وربما غلط))، وقال أبو حاتم: ((صدوق =
الصفحة 771
1720