كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: 3)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (٤ / ١) من طريق حجاج بن أرطأة، عن عطاء قال: إن شاء صام أول العشر، ووسطها، وآخرها يوم عرفة.
وهذا ضعيف أيضًا، فحجاج بن أرطأة تقدم في الحديث [١٧٠] أنه صدوق كثير الخطأ والتدليس، ولم يصرح بالسماع.
وأخرجه ابن جرير (٤ / ٩٦ و ١٠٢ رقم ٣٤٤٨ و ٣٤٧٧) من طريق يعقوب بن عطاء، أن عطاء بن أبي رباح كان يقول: من استطاع أن يصومهن فيما بين أول يوم من ذي الحجة إلى يوم عرفة فليصم.
وسنده ضعيف أيضًا؛ يعقوب بن عطاء بن أبي رباح المكي ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي، وفي رواية أحمد قال: ((منكر الحديث)) . اهـ. من "الجرح والتعديل" (٩ / ٢١١ رقم ٨٨٢) ، و "التهذيب" (١١ / ٣٩٢ - ٣٩٣ رقم ٧٥٦) ، و "التقريب" (ص٦٠٨ رقم ٧٨٢٦) .
وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا في "تفسيره" (٤ / ١٠٣ رقم ٣٤٨٠) ، فقال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا الربيع، عن عطاء أنه كان يقول - في صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ - قال: في تسع من ذي الحجة، أيها شئت، فمن صام قبل ذلك في شوال وفي ذي القعدة، فهو بمنزلة من لم يصم.
وهذا إسناد ضعيف لضعف الربيع من قبل حفظه.
وهو الرَّبيع بن صَبيح - بفتح المهملة - السَّعْدي، البصري، يروي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ومجاهد والحسن البصري وغيرهم، روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع وأبو نُعيم الفَضْل بن دُكَين وغيرهم، وهو عابد مجاهد صدوق، إلا أنه سيء الحفظ، فقد ضعّفه ابن معين وابن سعد والنسائي، وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه ولا يحدِّث عنه، وقال عفّان بن مسلم: ((أحاديثه كلها مقلوبة)) ، وقال ابن المديني: ((هو عندنا صالح، وليس بالقوي)) ، وقال السَّاجي: ((ضعيف الحديث، أحسبه كان يهم، وكان عبدًا صالحًا)) ، وقال ابن حبَّان: ((كان من عُبَّاد أهل البصرة وزُهَّادِهم، وكان يُشَبَّه بيته بالليل ببيت النحل من كثرة التهجُّد، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان يَهم فيما يروي كثيرًا، حتى وقع في حديثه المناكير من حيث لا يشعر =
الصفحة 778
1720