كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: المقدمة)

والكتاب مقسَّم إلى أجزاء، إلا أنه اختلف في هذه التجزئة.
فابن خير الإشبيلي يقول: ((وهذا المصنَّف من رفيع الكتب، وهو اثنان وعشرون جزءاً)) (¬١).
وابن دحية الكلبي يقول: ((وهذا المصنَّف الذي صنَّفه سعيد بن منصور هو أربعة وعشرون جزءاً)) (¬٢).
وهذا الاختلاف في التجزئة- في نظري- يحتمل ثلاثة أمور:
١ - فإما أن تكون رواية ابن خير للسنن ناقصة، ورواية ابن دحية أتمّ منها، وقد أشار ابن خير قبل هذا إلى نقص بعض الروايات التي أكملها بروايات أخرى (¬٣)، ولذا فهذا الاحتمال ضعيف.
٢ - أو تكون تجزئة نسخة ابن خير تختلف عن تجزئة نسخة ابن دحية.
٣ - أو يكون ابن خير قصد جميع السنن، ما عدا كتاب الزهد، فإنه اعتبره كتاباً مستقلاً، بينما أدخله ابن دحية ضمن السنن.
وهذا أقوى الاحتمالات عندي؛ بدليل أن ابن خير ذكر في موضع أنه يروي مصنَّف سعيد بأسانيد ذكرها، ثم ذكر في موضع آخر أنه يروي كتاب الزهد لسعيد بن منصور بإسناد آخر (¬٤).
وأول ما ابتدأ به المصنِّف سننه (¬٥): باب الأذان، وأول حديث فيه قوله: حدثنا هشيم بن بشير، قَالَ نا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، قال: أخبرنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم - اهتمّ للصلاة ... ، ثم ذكر الحديث في رؤيا عبد الله بن زيد للأذان.
_________
(¬١) فهرسة ما رواه عن شيوخه لابن خير الإشبيلي (ص ١٣٦).
(¬٢) العلم المشهور لابن دحية الكلبي (ص ١٦٢).
(¬٣، ٤) انظر ما تقدم (ص ١٤١ - ١٤١).
(¬٥) كما في الأوائل السنبلية (ص ١٥)، والأربعين العجلونية (ص ٣٥٢ / الفضل المبين).

الصفحة 167