كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: المقدمة)

دعاء النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬١).
وكان بإمكان المصنف أن يضمّ هذه الأبواب وأمثالها بعضها إلى بعض وينسِّق بينها.
كما أننا نجده أحياناً يبوِّب بباب جامع، ويورد فيه أحاديث بإمكانه أن يترجم لها، كقوله في كتاب الزهد: باب ما جاء في جامع (¬٢)، وأورد فيه حديثه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَا كان من حزن في القلب أو في العين فإنما هو رحمة، وما كان باللسان أو باليد فإنما هو من الشيطان))، وحديثه - صلى الله عليه وسلم -: ((إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم))، وقول الشعبي: ترِّبوا الكتاب، فإنه أعظم للبركة، وأنجح للحاجة، وقول الضحاك: رخّص رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - للحامل والمرضع أن تفطرا وتقضيا (¬٣) صياماً ... ، وعدة آثار في مواضيع متعددة، يمكن أن يلحق كل منها بموضوعه، فما كان بالأدب يلحق بكتاب الأدب، وما كان يتعلق بالصيام أُلحق بكتاب الصيام، وهكذا.
ومثله أيضاً الأبواب التي لم يترجم لها، كقوله في كتاب الزهد أيضاً: بَابٌ (¬٤)، نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: ((الكَمْأَةُ من المنّ ... )) الحديث، ثم أورد بعده أثراً وحديثاً في فضل أهل المغرب، وأثراً في زهد عمر.
وفي كتاب الزهد أيضاً قال: بَابٌ (¬٥)، نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
_________
(¬١) المرجع السابق (ل ٢٢٢ / ب).
(¬٢) المرجع السابق (ل ٢٣٢ / أ).
(¬٣) في الأصل: ((يفطران ويقضيان)).
(¬٤) المخطوط من السنن (ل ٢٢٧ / ب).
(¬٥) المرجع السابق (ل ٢٢٨ / أ).

الصفحة 188