كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: المقدمة)

بل قد يخرج لمن هو أضعف من هؤلاء بكثير، كإسحاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فروة وغيره من المتروكين (¬١).
ويوجد في كتابه عدد من الأسانيد المنقطعة، وأحاديث المدلِّسين التي لم يصرِّحوا فيها بالسماع، وأسانيد فيها من أُبهمت أسماؤهم (¬٢).
وكذلك النسائي، كان من مذهبه: أنه يخرج عن كل من لم يتفق المحدِّثون على تركه (¬٣).
ولذا يقول السيوطي في ألفيَّته (¬٤):
يروي أبو داود أقوى ما وَجَدْ ... ثم الضعيفَ حيثُ غَيْرَهُ فَقَدْ
والنَّسَائِي: من لم يكونوا اتفقوا ... تركاً له. . . . . . . . . . .
وكتاب سعيد بن منصور شبيه بهذه الكتب وأمثالها في ذلك؛ فإنه تضمَّن جملة كبيرة من الأحاديث الصحاح والحسان، وفيه الضعيف الذي لم يشتدَّ ضعفه، وفيه عدد يسير من الأحاديث الشديدة الضعف التي قد تختلف وجهات النظر في الحكم عليها بشدة الضعف من عدمه.
وقد بلغ عدد الأحاديث والآثار في هذا القسم المحقق تسعة وستين وثمانمائة حديث، منها ستة أحاديث توقفت في الحكم عليها لبعض الإشكال فيها، وهي رقم: [٣٢، ٣١٠، ٤٠٥، ٥٢٦، ٦٧٩، ٨٦٥]، وحديث آخر بعضه صحيح، وبعضه توقفت في الحكم
_________
(¬١) السابق أيضاً (١/ ٤٣٩ - ٤٤٠).
(¬٢) المرجع السابق أيضاً (١/ ٤٤٠ فما بعد).
(¬٣) منهج ذوي النظر (ص ٤٢).
(¬٤) (ص ١٧).

الصفحة 195