كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: المقدمة)

عنه: ((ما كان عن الضحاك فهو أيسر، وماكان يسند عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - فهو منكر)) (¬١).
وقد يكون سعيد أخرج الحديث من طريق ذلك الراوي الذي اشتد ضعفه لكونه يرى أنه ضعيف فقط، فهو إمام ناقد، وله بعض الاجتهادات في أحوال الرجال؛ كتوثيقه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وهو مُضَعَّف (¬٢).
وبهذه الإحصائية يتضح خطأ ما قاله السيوطي في تدريب الراوي (¬٣) حين قال: ((من مظان المعضل والمنقطع والمرسل: كتاب السنن لسعيد بن منصور، ومؤلفات ابن أبي الدنيا)). وتابعه على قوله هذا: الكتّاني في الرسالة المستطرفة (¬٤).
ووجه تخطئة السيوطي في كلامه هذا: تخصيصه سنن سعيد بن منصور دون سواها بوجود هذه الأنواع (المعضل والمنقطع والمرسل) بما يفيد كثرتها فيها، وهذا ليس بصحيح؛ فهذا القسم المحقق عدد أحاديثه تسعة وستون وثمانمائة حديث، ولم أجد فيه من المعضل سوى سبعة أحاديث، وهي رقم [٧٢، ٧٥، ١٩١، ٢٣٠، ٤١٥، ٤٨٣، ٥١٥]. وأكثر هذه الأنواع- التي ذكرها- وجوداً في السنن هو المرسل، وعدد الموجود منه في هذا القسم: تسعة وستون حديثاً (¬٥)، وهذا إنما يشكل نسبة ثمانية في المائة فقط تقريباً (٨%).
وليس وجود المرسل خاصاً بسنن سعيد بن منصور، لأن هناك
_________
(¬١) تهذيب التهذيب (٢/ ١٢٣ - ١٢٤).
(¬٢) انظر (ص ٩٥ - ٩٦) من هذه المقدمة.
(¬٣) (١/ ٢١٤).
(¬٤) (ص ٣٤).
(¬٥) كما تقدم (ص ١٩١).

الصفحة 203