كتاب سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير 1 - 5 ت الحميد (اسم الجزء: المقدمة)

بعض كتبه لأكتبه وأسمع منه، ثم كَسَلْتُ عن ذلك، فكان يجيء إلى القَيْسَارِيَّة، فيقول لأصحابنا: إنسان منكم أخذ لنا كتاباً، وليس يَرُدُّه علينا (كذا)، وذكر عنه سعيد سلامةَ عَقْلٍ (¬١).
ومن ذلك قوله: (كان عبد الله بن وهب (¬٢) يسمع معنا عند المشايخ، فكان ينام في المجلس، ثم يأخذ الكتب من بعضنا، فيكتبها) (¬٣).
وقد يذكر سعيد حكاية فيها مدح للراوي؛ كقوله: (قدم وكيع (¬٤) مكة- وكان سميناً-، فقال له الفضيل بن عياض: ما هذا السِّمَنُ وأنت راهب العراق؟ فقال له وكيع: هذا من فرحي بالإسلام، فَأَفْحَمَهُ) (¬٥).
ومن ذلك أيضاً ما رواه محمد بن سعيد بن منصور، قال: سمعت أبي يقول: قلت ليحيى بن معين: لِمَ لا تجمع حديث الزُّهْري؟ فقال: كفانا محمد بن يحيى (¬٦) جَمْعَ حديث الزهري (¬٧).
_________
= وقال ابن يونس: كان صالحاً في دينه، فأدركته غفلة الصالحين، فخلّط في الحديث، مات سنة ثمان وثمانين ومائة، وله ثمان وسبعون سنة. اهـ من التقريب (ص ٢٠٩ رقم ١٩٤٢).
(¬١) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان (٢/ ١٨٦)، ووقع هناك: (سلامة وعقل) فصوّبتها، وقد تكون العبارة: ((سلامة وغفلة)).
(¬٢) هو من شيوخ المصنِّف في هذا الكتاب، ثقة حافظ عابد كما سيأتي في الحديث [٣١٠].
(¬٣) ترتيب المدارك للقاضي عياض (٣/ ٢٤٠).
(¬٤) هو ابن الجراح، ثقة حافظ عابد كما سيأتي في الحديث [٤٧].
(¬٥) سير أعلام النبلاء (٩/ ١٥٦)، وتهذيب التهذيب (١١/ ١٢٩).
(¬٦) هو محمد بن يحيى الذُّهْلي، من تلاميذ سعيد بن منصور، ويروي عنه سعيد أحياناً.
(¬٧) سير أعلام النبلاء (١٢/ ٢٨٠)، وتهذيب التهذيب (٩/ ٥١٤).

الصفحة 99