كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

قال الذهبي في "الميزان": أبو قلابة ثقة في نفسه إلا أنّه يدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم وكان له صحف يحدث منها ويدلس.
وأما كلام الغزالي الذي ذكره الحافظ فهو مذكور في كتابه "تهافت الفلاسفة" حيث قال: هذه الزيادة (أي قوله: وإنّ الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له" لم يصح نقلها فيجب تكذيب ناقلها"
ورده تاج الدين السبكي في "منع الموانع الكبير" بقوله: انكار حديث: فذكره، ليس بجيد فإنّه مروي في النسائي وغيره (¬1).
وذكر ابن القيم في كتاب "مفتاح السعادة" كلام الغزالي ثم قال: وإسناده هذه الزيادة لا مطعن فيه ورواته كلهم ثقات حفاظ، ولكن لعل هذه اللفظة مدرجة في الحديث من كلام بعض الرواة ولهذا لا توجد في سائر أحاديث الكسوف، فقد رواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر صحابيا (فذكر منهم أحد عشر صحابيا) ثم قال: فلم يذكر أحد منهم في حديثه هذه اللفظة فمن هنا يخاف أنْ تكون أدرجت في الحديث إدراجا وليست في لفظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬2)
وللحديث شاهد عن بلال وآخر عن أبي بكرة
فأما حديث بلال فأخرجه البزار (كشف 667) والروياني (752) عن نصر بن علي أنا زياد بن عبد الله ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1094) وفي "الأوسط" (5965) عن محمد بن علي الناقد ثنا نصر بن علي ثنا زياد بن عبد الله البكائي ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني بلال به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن بلال إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ولم نسمعه إلا من نصر، وقال غير نصر (¬3): عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني فلان، وسماه نصر فقال: عن بلال"
¬__________
(¬1) زهر الربى على المجتبى للسيوطي 3/ 115 و 116
(¬2) زهر الربى على المجتبى للسيوطي 3/ 115 و 116
(¬3) رواه محمد بن فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن قال: حدثني فلان وفلان أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إنّ كسوف الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة"
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 469) وفي "مسنده" (980)

الصفحة 1518