كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

عن خالد بن خداش البصري
والطحاوي في "المشكل" (2487)
عن حرملة بن يحيى التُّجِيبي
وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 17 - 18)
عن أحمد بن سعيد الهمداني
قالوا: ثنا عبد الله بن وهب ثنا ابن جُريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوما، فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر، فأمرنا فجلسنا، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه، فناجاه طويلاً، ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باكيا، فبكينا لبكاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أقبل علينا، فتلقاه عمر وقال: ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكيتنا وأفزعتنا؟ فأخذ بيد عمر، ثم أقبل علينا، فقال "أفزعكم بكائي؟ " قلنا: نعم، فقال "إن القبر الذي رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب، وإني سألت ربي الاستغفار لها فلم يأذن لي، فنزل علي {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التّوبَة:113] فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرقة، فذلك الذي أبكاني. ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزورها، فإنّها تزهد في الدنيا، وترغب في الآخرة".
وأخرجه الحاكم (1/ 375) والبيهقي (4/ 77 و 8/ 311) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب وهو في "موطأه" (25) مختصرا وبزيادة (¬1).
ولفظه "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، وأكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث، وعن نبيذ الأوعية، ألا فزوروا القبور، فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة، وكلوا لحوم الأضاحي وابقوا ما شئتم فإنما نهيتكم عنه إذ الخير قليل توسعة على الناس، ألا وإنّ وعاءَ لا يحرّم شيئا فإنّ كل مسكر حرام".
وأخرجه ابن ماجه (1571 و3388 و3406) والطحاوي في "شرح المعاني" (4/ 185 و 228).
عن يونس بن عبد الأعلى المصري
وأبو يعلى (5079)
¬__________
(¬1) وهذه الزيادة مذكورة أيضاً في حديث أحمد بن سعيد الهمداني عن ابن وهب.

الصفحة 1546