كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

قال الهيثمي: وفي إسناده من لم أعرفه" المجمع 3/ 58
قلت: وأبو جناب الكلبي واسمه يحيى بن أبي حَيّة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير" (12049) عن محمد بن علي المروزي ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب ثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر، فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أنْ يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم، فذهب فنزل على قبر أمه، فناجى ربه طويلاً ثم إنّه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه، وقالوا: ما بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا المكان إلا وقد أحدث في أمته شيئا لا يطيقه، فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال "ما يبكيكم؟ " قالوا: يا نبي الله بكينا لبكائك، قلنا: لعله أحدث في أمتك شيئاً لا يطيقه، قال "لا وقد كان بعضه، ولكن نزلت على قبر أمي فدعوت الله أنْ يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة، فأبى الله أنْ يأذن لي، فرحمتها وهي أمي فبكيت، ثم جاءني جبريل فقال- وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه - فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه، فرحمتها وهي أمي، ودعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربع ... وذكر الحديث.
قال ابن كثير: هذا حديث غريب وسياق عجيب" التفسير 2/ 394
وقال الهيثمي: وفيه أبو الدرداء عبد الغفار (¬1) بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه عن عكرمة، ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم" المجمع 1/ 117
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن كيسان، وأبوه مختلف
فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب قال الدارقطني وغيره: ليس به بأس.
وأما حديث أبي هريرة فيرويه يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال "استأذنت ربي في أنْ استغفر لها فلم يأذن، واستأذنته في أنْ أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 343) وأحمد (2/ 441) ومسلم (976) وأبو داود (3234) وابن ماجه (1572) والفاكهي (2375 و 2376) والنسائي (4/ 74) وفي "الكبرى" (2161)
¬__________
(¬1) هكذا هو في "المجمع" وهو خطأ والصواب عبد العزيز.

الصفحة 1552