كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

سيأتي الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "العجوة من الجنة ... "
1149 - "إنّ الله إذا أطعم نبيا طُعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم من بعده"
قال الحافظ: وأما ما أخرجه أحمد وأبو داود من طريق أبي الطفيل قال: أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أهله؟ قال: لا، بل أهله، قالت: فأين سهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، فرأيت أنْ أردّه على المسلمين. قالت: فأنت وما سمعته. فلا يعارض ما في الصحيح من صريح الهجران ولا يدل على الرضا بذلك، ثم مع ذلك ففيه لفظة منكرة وهي قول أبي بكر: بل أهله، فإنّه معارض للحديث الصحيح أنّ النبي لا يورث" (¬1)
أخرجه أحمد وابنه (1/ 4) وأبو داود (2973) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 198) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (78) والبزار (البحر الزخار 54) وأبو يعلى (37) والبيهقي (6/ 303) وابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 167) من طرق عن محمد بن فضيل عن الوليد بن جُمَيع عن أبي الطفيل به.
قال البزار: لا نعلم لهذا الحديث طريقا عن أبي بكر إلا هذا الطريق، والوليد بن جميع قد حدّث عنه جماعة واحتملوا حديثه"
وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 1/ 160
قلت: بل إسناده حسن، محمد بن فضيل هو ابن غزوان وثقه ابن معين وابن سعد وابن حبان وابن المديني ويعقوب بن سفيان وغيرهم، والوليد بن عبد الله بن جميع صدوق، قال أحمد وأبو داود: ليس به بأس، وقال أبو زعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه ابن معين وغيره، وذكره العقيلي في "الضعفاء" واختلف فيه قول ابن حبان، فهو حسن الحديث، ورمي هو وابن فضيل بالتشيع.
وأما متن الحديث ففيه لفظة منكرة وهي قوله "لا، بل أهله"
قال ابن كثير: ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة ولعله روي بمعنى ما فهمه بعض الرواة وفيهم من فيه تشيع فليعلم ذلك، وأحسن ما فيه قولها: أنت وما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا هو الصواب وهو المظنون بها واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها ودينها - رضي الله عنها -" (¬2)
¬__________
(¬1) 7/ 8 (كتاب فرض الخمس- باب رقم 1)
(¬2) البداية والنهاية 5/ 289

الصفحة 1557