كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

والحديث اختلف فيه على جامع بن أبي راشد، فرواه شَريك بن عبد الله القاضي عنه عن منذر الثوري عن الحسن (¬1) بن محمد قال: حدثتني امرأة من الأنصار هي حية اليوم إنْ شئت أدخلتك عليها، قلت: لا، حدثتني قالت: دخلت على أم سلمة فدخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنّه غضبان فاستترت منه بكم درعي فتكلم بكلام لم أفهمه فقلت: يا أم المؤمنين كأني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل وهو غضبان فقالت: نعم أو ما سمعت ما قال؟ قلت: وما قال؟ قالت: قال "إنّ الشرَّ إذا فشا في الأرض فلم يُتَنَاهَ عنه أرسل الله عز وجل بأسه على أهل الأرض" قالت: قلت: يا رسول الله وفيهم الصالحون؟ قالت: قال "نعم، وفيهم الصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله عز وجل إلى مغفرته ورضوانه أو إلى رضوانه ومغفرته".
أخرجه أحمد (6/ 294 - 295 و 418) والحارث (766) عن يزيد بن هارون أنا شريك به.
ومن طريق أحمد أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 307 - 308) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف" (29)
وشريك سيئ الحفظ.
وللحديث شاهد عن أم سلمة وعن ابن عمر
فأما حديث أم سلمة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه علقمة بن مَرثد عن المَعْرور بن سويد عن أم سلمة مرفوعا "إذا ظهرت المعاصي في أمتي عَمَّهم الله عز وجل بعذاب من عنده" فقلت: يا رسول الله، أما فيهم يومئذ أناس صالحون؟ قال "بلى" قلت: فكيف يصنع أولئك؟ قال "يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان".
أخرجه أحمد (6/ 304) والدينوري في "المجالسة" (2127) والطبراني في "الكبير" (23/ 325 - 326) وابن عبد البر (24/ 309) من طرق عن خلف بن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرثد به.
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
الثاني: يرويه جامع بن أبي راشد عن أم مبشر عن أم سلمة مرفوعا "إذا ظهر السوء
¬__________
(¬1) وعند الحارث: محمد.

الصفحة 1560