كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

وعبد الوهاب بن الضحاك اتهمه غير واحد بالوضع.
وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني كما في "نصب الراية" (2/ 65) وابن عدي (3/ 1172) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهُذَلِي عن شَهر بن حَوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا بلفظ "تجاوز"
قال الحافظ: في إسناده ضعف" التلخيص 1/ 282
وقال ابن رجب: وأبو بكر الهذلي متروك الحديث" جامع العلوم 2/ 364
قلت: واختلف عنه، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عنه فلم يذكر أبا الدرداء.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3092)
وأما حديث الحسن فله عنه طرق:
الأول: يرويه هشام بن حسان عنه رفعه "إنّ الله عز وجل عفا لكم عن ثلاث: عن الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه".
أخرجه عبد الرزاق (11416) عن هشام بن حسان به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 49) عن عبد الله بن إدريس الكوفي
وسعيد بن منصور (1145) عن خالد بن عبد الله الواسطي
كلاهما عن هشام بن حسان به.
وهو مرسل رواته ثقات إلا أنّهم تكلموا في رواية هشام بن حسان عن الحسن (¬1).
الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش ثني جعفر بن حيان العطاردي عن الحسن مرفوعا "تجاوز الله عز وجل لابن آدم عمّا أخطأ وعما نسي وعمّا أكره وعمّا غلب عليه"
أخرجه سعيد بن منصور (1146)
وإسناده ضعيف لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها.
الثالث: يرويه هُشيم أنا منصور وعوف عن الحسن قال: إنّ الله عز وجل تجاوز لهذه الأمة عن النسيان والخطأ وما أكرهوا عليه.
أخرجه سعيد بن منصور (1144)
وهو موقوف على الحسن، وإسناده صحيح.
¬__________
(¬1) انظر ترجمة هشام بن حسان من "تهذيب التهذيب"

الصفحة 1571