كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

له عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طينا، ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا، خلقه وصوّره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار. قال: فكان إبليس يمرّ به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم. ثم نفخ الله فيه روحه، فكان أول شيء جرى فيه الروح بصره وخياشيمه. فعطس فلقاه الله حمد ربه. فقال الرب: يرحمك ربك. ثم قال الله: يا آدم، اذهب إلى أولئك النفر، فقل لهم، وانظر ما يقولون. فجاء، فسلم عليهم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله. فجاء إلى ربه فقال: ماذا قالوا لك؟ - وهو أعلم بما قالوا له- قال: يا رب، لما سلمت عليهم، قالوا: وعليك السلام ورحمة الله. قال: يا آدم، هذا تحيتك وتحية ذريتك. قال: يا رب وما ذريتي؟ قال: اختر يدي يا آدم. قال: اختار يمين ربي - وكلتا يدي ربي يمين- فبسط الله كفّه فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كفّ الرحمن- عز وجل - فإذا رجال منهم على أفواههم النور، وإذا رجل يعجب آدم من نوره. قال: يا رب من هذا؟ قال: ابنك داود. قال: يا رب فكم جعلت له من العمر؟ قال: جعلت له ستين. قال: يا ربّ فأتم له من عمري حتى يكون عمره مائة سنة ففعل الله وأشهد على ذلك. فلما نفد عمر آدم بعث الله إليه ملك الموت فقال آدم: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال الملك: ألم تعطها ابنك داود؟ فجحد ذلك، فجحدت ذريته. ونسي فنسيت ذريته".
أخرجه أبو يعلى (6580) عن عقبة بن مكرم بن عقبة الكوفي ثنا عمرو بن محمد عن إسماعيل بن رافع به.
واختلف فيه على إسماعيل بن رافع، فرواه عبد الله بن المبارك عنه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة موقوفا.
أخرجه ابن سعد (1/ 30 - 31)
وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري المدني.
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه: يرحمك ربك يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة- إلى ملأ منهم جلوس- فسلم عليهم، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم. وذكر الحديث بنحوه إلا أنّه جعل عمر داود أربعين سنة، وقال في آخره: فيومئذ أمر بالكتاب والشهور.

الصفحة 1589