كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

قال: وحديث أبي خالد الأحمر منكر"
قلت: الحديث إسناده حسن لأنّ الحارث بن عبد الرحمن اختلفوا فيه: قواه أبو زرعة غيره، ولينه أبو حاتم.
الثاني: يرويه خُبَيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة رفعه "لما خلق الله آدم عطس، فألهمه ربه أنْ قال: الحمد لله، فقال له ربه: يرحمك الله، فلذلك سبقت رحمته غضبه"
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (205) وابن حبان (6164) والبيهقي في "الدلائل" (5/ 483) من طريق أبي حبيب حَبّان بن هلال البصري ثنا مبارك بن فَضالة ثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن به.
قال ابن كثير: وهذا الإسناد لا بأس به" البداية والنهاية 1/ 86
قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير مبارك بن فضالة وهو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، ونسبه غير واحد إلى التدليس فلا يحتج به إلا إذا صرّح بالتحديث، وقد صرّح به هنا.
قال أبو زرعة: يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة.
وقال أبو داود: إذا قال حدثنا فهو ثبت.
الثالث: يرويه زيد بن أسلم عن ذكوان أبي صالح السمان عن أبي هريرة رفعه "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نَسْمَة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وَبيْصاً من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي ربّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي ربّ من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له: داود، فقال: ربّ كم جعلت عمره، قال: ستين سنة، قال: أي ربّ زده من عمري أربعين سنة، فلما قضى عمر آدم جاءه ملك الموت، فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته".
أخرجه ابن سعد (1/ 27 - 28) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه" (134)
عن خلاد بن يحيى الكوفي
والترمذي (3076 و 3078) والفريابي في "القدر" (19) وابن منده في "التوحيد" (455) وفي "الرد على الجهمية" (23) والحاكم (2/ 325 و585 - 586)

الصفحة 1591