كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

وثقه، ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد وأبي حاتم والفلاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنّه يكتب حديثه في جملة الضعفاء قلت: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة قد أفردتها في جزء على حدة، وأما سياقه فغريب جدا، ويقال: إنّه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقا واحدا فأنكر عليه بسبب ذلك، وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنّه رأى للوليد بن مسلم مصنفا قد جمعه كالشواهد لبعض مفردات هذا الحديث" التفسير (¬1) 2/ 149
الثاني: يرويه عصمة بن محمد الأنصاري المدني ثنا موسى بن عقبة عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ونحن عنده جلوس فقال "إنّ الله لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل فهو واضع يده على فيه، شاخص ببصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر" وذكر الحديث
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 120 - 121)
وعصمة بن محمد قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن معين: كذاب يضع الحديث، وقال أيضا: كان كذابا يروي أحاديث كذب ... من أكذب الناس، وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال الدارقطني: متروك.
1172 - "إنّ الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من نوره يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان من طريق عبد الله بن الديلمي عن عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، وأخرجه أحمد وابن حبان من طريق أخرى عن ابن الديلمي نحوه وفي آخره أنّ القائل "فلذلك أقول" هو عبد الله بن عمرو، ولفظه "قلت لعبد الله بن عمرو: بلغني أنك تقول: إنّ القلم قد جفّ فذكر الحديث وفي آخره "فلذلك أقول جف القلم بما هو كائن" (¬2).
صحيح
أخرجه الترمذي (2642) وابن أبي عاصم في "السنة" (241) والآجري في "الشريعة" (ص175) وابن بطة في "الإبانة" (1408) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (ص 88 و 89) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن فيروز الديلمي ص 407 - 408) من طرق
¬__________
(¬1) وانظر "النهاية" له (ص 141)
(¬2) 14/ 293 (كتاب القدر- باب جف القلم)

الصفحة 1599