كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

وقال البزار: لا نعلم روى أبو خليفة عن عليّ إلا هذا، ولا له إلا هذا الإسناد"
وقال الهيثمي: أبو خليفة لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 18
قلت: أبو خليفة لم يوثقه أحد أيضا ولم يَرو عنه إلا وهب بن منبه فهو مجهول، وعبد الله بن وهب بن منبه قال الذهبي في "الميزان": ما علمت أحدا وثقه.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 254) عن أبي الشيخ ثنا محمد بن أحمد بن علي بن بشر عن جده ثنا محمد بن بشر عن الحسن بن صالح عن سماك به.
وإسناده ضعيف لضعف علي بن بشر بن عبيد الله، قال أبو الشيخ في "الطبقات" (2/ 139): كان يضعف، حدّث بحديث كثير، وأحاديث لم تكتب إلا من حديثه.
واتهمه أبو الحجاج الفرساني بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
واختلف فيه على سماك، فرواه الحسن بن عيسى الحربي عن أبي الأحوص عن سماك عن أنس.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3694) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه" (69)
الثاني: يرويه هُشيم ثني عبد الله بن جعفر بن نَجيح المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس مرفوعا "إذا كانت الأرض مخصبة، فاقصدوا في السير وأعطوا الركاب حقها، فإنّ الله رفيق يحب الرفق، وإذا كانت الأرض مجدبة فانجوا عليها، وعليكم بالدلجة، فإنّ الأرض تُطوى بالليل، وإياكم والتعريس على ظهر الطريق، فإنّه مأوى الحيات ومدرجة السباع".
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 158)
وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر المديني.
وأما حديث معدان أبي خالد فيرويه خالد بن معدان واختلف عنه:
• فرواه زياد بن سعد الخراساني عنه عن أبيه مرفوعا "إنّ الله عز وجل رفيق يحب الرفق ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فنزلوها منازلها، فإنْ أجدبت الأرض فانجوا عليها، فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، وإياكم والتعريس بالطريق فإنّه طريق الدواب ومأوى الحيات"
أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 365) عن عبد الله بن محمد بن شعيب الرحابي ثنا محمد بن معمر البحراني ثنا رَوح بن عبادة ثنا ابن جُريج عن زياد به.

الصفحة 1608