كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

فقال: سمعت ابن عمرو رفعه "يكون خلفي اثنا عشر خليفة: أبو بكر لا يلبث خلفي إلا قليلا، وصاحب رحا دارة العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا" قالوا: ومن هو؟ قال "عمر بن الخطاب وقد فعل" ثم التفت إلى عثمان فقال "يا عثمان إنْ كان الله ألبسك قميصا فإنْ أرادك الناس على خلعه فلا تخلعه، فوالذي نفسي بيده لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط"
قال الطبراني: لا يُروي هذا الحديث عن ابن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث"
وقال الذهبي: هذا الحديث أنكر ما روى أبو صالح، وأنا أتعجب من يحيى مع جلالته ونقده كيف يروي مثل هذا الباطل ويسكت عنه، وربيعة صاحب مناكير وعجائب".
قلت: ربيعة بن سيف مختلف فيه، وقال البخاري وغيره: عنده مناكير.
وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 898 - 899) وفيه خالد بن محمد أبو الرحال الأنصاري قال البخاري: عنده عجائب.
وأما حديث جبير بن نفير فأخرجه الخلال في "السنة" (423) عن عبد الملك الميموني ثنا ابن حنبل ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان "إنْ غشاك الله يوما قميصا فأرادك المنافقون أنْ تخلعه فلا تخلعه".
ورواته ثقات إلا أنّه مرسل، وصفوان هو ابن عمرو.
1180 - حديث ابن عباس: إنّ أخت عقبة نذرت أنْ تحج ماشية فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنّ الله غني عن مشي أختك فلتركب ولتهد بدنة"
قال الحافظ: أورده البيهقي من رواية عكرمة عن ابن عباس، وأصله عند أبي داود بلفظ "ولتهد هديا" ووهم من نسب إليه أنه أخرج هذا الحديث بلفظ "ولتهد بدنة" وأورده من طريق أخرى عن عكرمة بغير ذكر الهدي. وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس بلفظ: جاء رجل فقال: إنّ أختي حلفت أنْ تمشي إلى البيت وأنّه يشقّ عليها المشي، فقال "مرها فلتركب إذا لم تستطع أنْ تمشي فما أغنى الله أنْ يشقّ على أختك" ومن طريق كُريب عن ابن عباس: جاء رجل فقال: يا رسول الله، إنّ أختي نذرت أن تحج ماشية، فقال "إنّ الله لا يصنع بشقاء أختك شيئا، لتحج راكبة، ثم لتكفر يمينها" (¬1)
حديث عكرمة عن ابن عباس سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "مر أختك فلتختمر ... "
¬__________
(¬1) 14/ 400 (كتاب الأيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك)

الصفحة 1620