كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

والحاكم (4/ 115)
عن أحمد بن حازم الغفاري
قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا محمد بن شريك المكي عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا، فبعث الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرّم حرامه فما أحل فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، وتلا {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعَام: 145] إلى آخر الآية.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد محمد بن شريك به بل تابعه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد (¬1) عن ابن عباس به.
أخرجه الحميدي (859) والحاكم (2/ 317)
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه محمد بن مخلد في "حديثه" (13) من طريق
الحارث بن أبي أسامة ثنا الخليل بن زكريا ثنا مُجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير مرفوعا "إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق، ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدوابَّ العجمَ فأنزلوها منازلها، وإذا كانت الأرضُ مجدبةً فانْجُوا عليها نجاءً، وإياكم والتعريسَ على ظهر الطرق فإنها مأوى الحيات ومسيلَ الدواب"
وإسناده واه، الخليل بن زكريا هو البصري ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال صالح جزرة: لا يكتب حديثه، وقال قاسم المُطَرِّز: كذاب.
وأما حديث الحسن البصري فأخرجه العقيلي (2/ 174) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو حفص عمر بن يزيد الشيباني (¬2) ثنا حماد بن عبد الرحمن المالكي عن الحسن أنّ رجلا قام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، ما تقول في الجبن والفراء والسمن؟ فقال "إنّ الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فقد عفا عنه".
مرسل.
¬__________
(¬1) وقع عند الحاكم "جابر بن عبد الله" والصواب "ابن زيد" كما في "مسند الحميدي" وهو اسم أبي الشعثاء المذكور في الإسناد الأول.
(¬2) هكذا في المطبوع وأظنه "السياري"

الصفحة 1627