كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 2)

الرابع: يرويه طلحة بن شجّاح الأزدي قال: حدثتني ورقاء بن هَدّاب عن عائشة مرفوعا "من كان عليه دين همّه قضاؤه، أو همّ بقضائه، لم يزل معه من الله حارس"
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3771)
وقال: لم يروه عن ورقاء إلا طلحة"
قلت: وورقاء قال الحافظ في "التعجيل": لا أعرف حالها.
وأما حديث ميمونه فله عنها طريقين:
الأول: يرويه حُصين بن عبد الرحمن السُّلَمي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّ ميمونة استدانت (¬1). فقيل لها: يا أم المؤمنين: تستدينين وليس عندك وفاء (¬2)؟ قالت: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أخذ دينا، وهو يريد أن يؤديه، أعانه الله عز وجل (¬3) "
أخرجه النسائي (7/ 277 - 278) وفي "الكبرى" (6286) واللفظ له والطحاوي في "المشكل" (4286) والطبراني في "الكبير" (23/ 432) وفي "الأوسط" (833) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 238) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (822 و 1339) من طرق عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن به.
ورواته ثقات، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يذكر سماعا من ميمونة.
لكن أخرج الخطيب في "الكفاية" (ص 220 و 221) من طريق محمد بن عبد الله بن قُهْزاذ ثنا علي بن الحسن- هو ابن شقيق- ثنا أبو حمزة- هو السكري- عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: استدانت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثمائة درهم ليس عندها وفاؤها فنهيتها عن ذلك وذكر الحديث.
قال ابن قهزاذ: ثنا يحيى الحِمَّاني ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن حصين (¬4).
قال أبو بكر: أتيت حصينا، أسمع هذا منه؟ فقال: أنا لم أحدث الأعمش بهذا، قال: فرجعت إلى الأعمش فأخبرته، فقال: كذب، والله لقد حدثني.
الإسناد الأول قوي وفيه أنّ الناهي لميمونة هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وهذه
¬__________
(¬1) زاد الطبراني في "الأوسط" والأصبهانى: ثلاث مائة درهم. وفي "الكبير": ثمانمائة درهم.
(¬2) وفي لفظ "ما تقضي" وفي لفظ آخر "ما تقضين"
(¬3) زاد الطبراني في "الأوسط" وأبو نعيم والأصبهاني "عليه".
(¬4) أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" (7451) من طريق يحيى الحمانى به.

الصفحة 1671