كتاب أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (اسم الجزء: 3)
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (7687) عن ابن جريج قال: أخبرني يونس بن سيف أنّه سمع ابن المسيب يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من أصحابه فقال "ألا أخبركم بليلة القدر؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. فسكت ساعة فقال "لقد قلت لكم ما قلت آنفا وأنا أعلمها وإني لأعلمها ثم أنسيتها أرأيتم يوما كنا مكان كذا وكذا أي ليلة هي؟ " في غزوة غزاها. فقالوا: سرنا ففعلنا حتى استقام ملأ القوم على أنها ليلة ثلاث وعشرين.
وإسناده إلى سعيد بن المسيب حسن، فابن جريج ثقة مشهور، ويونس بن سيف قال أبو حاتم: شيخ محله الصدق لا بأس به (الجرح 4/ 2 / 239)
1609 - "ألا أَدُلَكِ على خير من ذلك؟ "
قال الحافظ: قال المهلب وغيره: كره النبي - صلى الله عليه وسلم - لابنته ما كره لنفسه من تعجيل الطيبات في الدنيا إلا أنّ ستر الباب حرام، وهو نظير قوله لها لما سألته خادما: فذكره، فعلمها الذكر عند النوم" (¬1)
أخرجه البخاري (فتح 13/ 366 - 369) من حديث علي.
1610 - عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما فقال "ألا أَدُلَكِ على ما هو خير من خادم؟ تسبحين" فذكره وزاد "وتقولين: اللهم ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم، ربنا وربّ كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كل ذي شرّ، ومن شرِّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها. أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، أقض عني الدَّيْن واغنني من الفقر"
قال الحافظ: زاد أبو هريرة في هذه القصة مع الذكر المأثور دعاء آخر، ولفظه عند الطبري في "تهذيبه" من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه: فذكره. وقد أخرجه مسلم (2713 و 2728) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه لكن فوقه حديثين، وأخرجه الترمذي (3481) من طريق الأعمش لكن اقتصر على الذكر الثاني ولم يذكر التسبيح وما معه" (¬2)
¬__________
(¬1) 6/ 157 (كتاب الهبة- باب هدية ما يكره لبسها)
(¬2) 13/ 371 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام)